السبت، 6 ديسمبر 2008

رسائل أوباما

أمام الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما حاليا آلاف الملفات والدراسات والابحاث يعكف علي دراستها مع فريق المعاونين الذي نجح في القفز به إلي رئاسة أقوي دول العالم.. في سابقة تاريخية تستحق ان نتوقف أمامها وان نستخلص منها دروسا وعبرا لعلها تفيدنا نحن سكان العالم الثالث الذين انشغلنا بالحديث عن أوباما واصله الإسلامي وميوله الإسرائيلية وهل سيفيد القضايا العربية أم سينحاز إلي الإسرائيليين وهو حديث ممجوج ما كان ينبغي ان يستغرقنا لأننا نتحدث عن رئيس أمريكي قال لشعبه وهو يبدأ حملته الانتخابية امنحوني الفرصة.. لكي أغير العالم وبالطبع لسنا من الساذجين حتي نظن انه سيغير العالم من أجلنا.. وإنما بكل تأكيد من أجل شعبه يعني المصالح الأمريكية فوق كل شيء وهو شعار يحمله كل رئيس أمريكي يأتي إلي البيت الأبيض. باراك أوباما في الواقع قصة نجاح اسطورية لشاب يافع اسمر البشرة لديه طموح كبير في مناخ يساعد علي تفتح الزهور مهما كانت العقبات. أول رسالة يحملها نجاح أوباما في الوصول إلي البيت الأبيض هي التغيير.. تلك الكلمة السحرية التي فتحت له باب النجاح.. كان شعاره "التغيير والأمل" وحتي منافسه ماكين اختار شعارا قريبا وهو "تغيير الاتجاه". كان أوباما يؤمن بأن الطريق إلي البيت الأبيض يرتبط بالتغيير وليس الخبرة.. فليس مهما ان يكون الرئيس صاحب خبرة كبيرة ولكن المهم أولا ان يكون واعيا بأهمية التغيير الذي يفتح باب الأمل أمام كل القدرات والمواهب لتعزف معا سيمفونية واحدة تحترم في النهاية الناس. وكانت حملته تركز بذكاء علي فكرة انه من الأفضل الاعتماد علي تراكم اخطاء الخصم وليس الرد علي ما يقوله فقط. كان أوباما يقول انه جاء لكي يركز علي حل مشكلات الطبقة الوسطي والصحة والتعليم أما مشكلات الطبقة الوسطي فقد فسرها بعد ذلك في أول حديث اذاعي بعد نجاحه في الانتخابات قال نحن في حاجة أولا إلي خطة لانقاذ الطبقة الوسطي التي تسعي لخلق فرص العمل والتخفيف عن هؤلاء الذين يعانون من ضعف المرتبات وطبعا هذه المشكلات ليست أمريكية فقط ولكنها في كل دول العالم الثالث تقريبا. ديفيد بلوف مدير الحملة الانتخابية لأوباما كان ذكيا عندما تبني استراتيجية علي أساس المقولة السياسية المعروفة وهي ان السياسي لايتفاوض مع اصدقائه بل مع اعدائه ولهذا سعي لمخاطبة الجميع ولم يعط اهتماما لمن كان يقول ان هناك ولايات معينة مضمونة للجمهوريين بل الحملة يجب أن تخاطب الجميع وخاصة هؤلاء الذين في المعسكر الآخر من بين الاشارات المهمة في الحملة الانتخابية التي أوصلت أوباما لمقعد الرئاسة.. استخدام تقنيات حديثة جدا حيث تم تطويع التكنولوجيا لاحتياجات الناس من خلال المعلومات المعروفة عنهم فمثلا إذا ظهر من بيانات أحد الناخبين انه يعاني من مرض عضال فإن الرسالة الاكترونية الموجهة إليه تقول له ان اتخاذ قراره باختيار المرشح مهم جدا بالنسبة له وعليه ان يختار المرشح الأفضل لنظام الرعاية الصحية. وطبقا لما قالته الباحثة الأمريكية جولي جيرماني بكلية الادارة السياسية بجامعة جورج واشنطن فإن 70% من الشعب الأمريكي يقضي بعض الوقت علي الانترنت ونصفهم تقريبا يساهم بفاعلية في الشبكة الدولية من خلال البريد الالكتروني والمدونات ولهذا نجحت حملة أوباما في جمع تبرعات مالية ضخمة من خلال مخاطبة هؤلاء الذين يستخدمون الانترنت كما ان الديمقراطيين والجمهوريين استخدموا في حملاتهم مواقع عديدة في مقدمتها يوتيوب وكويك وفيسبوك وتوبتر واكتبلو ونتروت والتفاعل مع مستخدمي هذه المواقع لم يكن فقط توجيه رسائل وإنما ايضا الاستماع إليهم ومناقشتهم. لقد سجل موقع "سي ان ان" علي الانترنت رقما قياسيا من الزائرين بلغ 30 مليونا ليلة الانتخابات كما شهدت الصحف المطبوعة انتعاشا غير مسبوق بسبب الملاحق التي اصدرتها عن أوباما. نيويورك تايمز واشنطن بوست زادت عدد نسخها بنسبة 3% أما موقع "أي باي" فقد باع النسخة الواحدة من النيوريورك تايمز بمبلغ 199 دولارا مساء يوم الاربعاء الذي ظهرت فيه نتائج الانتخابات. ريما ريما كالديرون رئيسة قسم الاتصالات في واشنطن بوست فسرت هذا الاقبال بأنه يعكس أهمية الصحف المطبوعة في العصر الرقمي عندما يقع حادث تاريخي فالناس تسعي للاحتفاظ بنسخة لأبنائهم.. أي للمستقبل. ان الرسائل موجهة إلي الجميع فهل نستوعبها جيدا من أجل المستقبل.

الإنترنت والإرهاب.. في جامعة عين شمس

بدأت يوم السبت الماضي حلقة علمية علي قدر كبير من الأهمية عن الإرهاب المعلوماتي.. نظمتها علي مدي أربعة أيام جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع جامعة عين شمس ولا أعرف لماذا لم تنل الأبحاث التي نوقشت علي مدي الأيام الأربعة حظها من الاهتمام الإعلامي.. صحيح أن القضية متخصصة في مجال الإنترنت والإرهاب ولكن الزمن الذي نعيشه الآن هو زمن الإنترنت وزمن الإرهاب أيضا. 8 دراسات قيمة تحتاج إلي الدراسة من كل المهتمين بقضايانا المعاصرة.. وهؤلاء المتطلعين إلي غد أفضل. لقد كانت الأفكار التي نوقشت كثيرة وعلي قدر كبير من الأهمية وكانت البداية بمفهوم الإرهاب.. ففي رأي الدكتور ذياب موسي البداينة ان الإرهاب فعل.. يمكن أن يكون محلياً أو دولياً أو حكومياً أو سياسياً.. ومع تباين التفسيرات فإن الجوهر يبقي واحداً.. ويرجع الإرهاب إلي التهديد باستخدام العنف أو استخدامه مع نية التخويف.. أو اجبار المجتمعات أو الحكومات ويمكن أن يقوم به فرد أو جماعة وغالباً ما يكون مدفوعاً بأهداف أيديولوجية أو سياسية. أما مفهوم حرب المعلومات فيعني تخريب المعلومات أو تدميرها أو سرقتها أو تحريفها أو إساءة استخدامها أو المنع من الوصول إليها.. أو تقليل موثوقيتها أو استخدامها ضد أصحابها إنها باختصار استخدام المعلومات ضد المعلومات أو قلب المعلومات ضد أصحابها.. إنها بعبارة أخري حرمان الطرف الآخر "العدد" من استخدام معلوماته أو منعه من استخدام تقنياته ومعلوماته أي تحويله إلي أصم وأبكم وأعمي معلوماتياً مما يسهل التحكم به والسيطرة عليه. والتحديات التي نواجهها في هذا العصر تتطلب من المواطنين والحكومات أن يفكروا ويتصرفوا بطريقة كونية.. فقد كانت الأحداث في السابق تؤثر في منطقة فقط. أما في هذا العصر فقد زاد الترابط الافتراضي والاعتمادية المتبادلة بين المجتمعات.. وأصبحت الأحداث كونية والتحديات كونية والمشكلات والحلول كونية أيضا. إن الكفاح من أجل التقدم والرخاء.. كما هو الحال في الحرب والسلام يتأثر بالأحداث في أماكن متفرقة من العالم. ويري د.ذياب أن مبلغاً يتفاوت ما بين "1 إلي 10" ملايين دولار يمكن أن يكون مربحاً جداً لتمويل فريق إرهاب فضائي أو حرب معلومات تقني برواتب مغرية بحيث يتألف الفريق من "10 إلي 20" من المتخصصين بعمليات التسلل عبر أجهزة الكمبيوتر وشبكاته باستخدام ما توصلت إليه تقنية الحاسبات الآلية.. كما يمكن تحميل الأدوات التي يستخدمها هذا الفريق الفني في أعمالهم التسللية إلي أجهزة الكمبيوتر وشبكاته مجانا من مواقع مختلفة علي الإنترنت بمختلف أرجاء العالم. ومن السهل أن يعد الإنسان عدداً من السيناريوهات قبل تعطل سوق الأسهم المالية بعد عبث أحد المتسللين المخربين بأجهزة كمبيوتر وول ستريت.. أو اصطدام طائرتين بعد أن قام أحد المخربين بالتسلل إلي نظام التوجيه الجوي وتغيير الطرق والمسارات الجوية للطائرات ومن الصعب جداً تقدير إمكانية حدوث مثل هذه السيناريوهات أو تنفيذها.. ولكن ما نعرفه الآن هو أن نظم المعلومات عرضة للهجمات المختلفة وان هناك أفراداً لديهم النية أو الرغبة للقيام بأعمال شريرة مدمرة ولهذا السبب بالذات.. فمن الضروري جداً أن نتعامل مع حرب المعلومات عامة والإرهاب التخيلي علي أنها أمر جاد تماماً. وتحتاج الدراسات التي نوقشت إلي اهتمام أكبر.. ولعلي أعود إليها في مقالات قادمة ويكفي الآن الإشارة السريعة إلي عناوين القضايا التي تضمنتها الحلقة العلمية. كانت القضية الأولي بعنوان: الإرهاب المعلوماتي "التعريف المفهوم المجالات النتائج" قدمها الدكتور ذياب موسي البداينة.. في حوالي 25 صفحة. وقدم اللواء د.محمد الأمين البشري دراسة بعنوان: تأهيل المحققين في جرائم الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت أما د.عبدالرحمن عبدالعزيز الشنيفي.. فكان عنوان القضية التي عرضها "المواجهة الأمنية للإرهاب الالكتروني" وناقش د.محمد عصام خليفة كيفية الاستخدام الأمثل لإمكانات الحاسب الآلي في المجالات الأمنية. وعن أمن الشبكات والإنترنت تحدث د.عزيز ملحم بربر أما د.إبراهيم عيد نايل فقد ناقش السياسة الجنائية لمكافحة الإرهاب الالكتروني.. وتحدث د.جميل عبدالباقي الصغير عن مدي كفاية قانون العقوبات والإجراءات الجنائية لمواجهة الإرهاب عبر الإنترنت. واختتم د.تيمور محمد نظمي مناقشات الحلقة بموضوع السياسة الجنائية لمواجهة الإرهاب السيبيري وحقوق الإنسان

المحمول والإنترنت.. بداية مبشرة

مليون إنسان اتصلوا بالإنترنت من خلال تليفوناتهم المحمولة خلال الشهور الخمسة الماضية هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 25% مقارنة بنحو يصل إلي 3% فقط في عدد الذين يتصلون بالإنترنت من خلال الكمبيوترات المكتبية الذين وصل عددهم إلي 30 مليون شخص. هذا ما ذكرته دراسة أجرتها مؤسسة "نيلسن أون لاين" المتخصصة في الأبحاث حيث ظهر أن جوجل هو اكثر المواقع التي يتم تصفحها عبر الكمبيوترات المكتبية.. بينما جاء موقع "بي بي سي" الإخبارية في مقدمة المواقع الاكثر زيادة باستخدام التليفونات المحمولة. قال كينت فيرجسون المحلل بمؤسسة "نيلسن أون لاين" إن هذا يوضح مميزات المحمول فيما يتعلق بالفورية. حيث يحتاج الأشخاص أحيانا وسيلة سريعة وفورية لأخبار الطقس أو الرياضة. ومن الواضح أن المحمول يفي بهذا. وأضاف فيرجسون أن مواقع الطقس والرياضة والأخبار والبريد الإلكتروني هي اكثر المواقع تصفحا عبر الأجهزة المحمولة يوضح أن استخدام المحمول في تصفح الإنترنت يعود بدرجة رئيسية لأداء أعمال أو تلبية الاحتياجات خلال فترة محددة. علي عكس المواقع الترفيهية والمتخصصة في التجارة الإلكترونية التي تتصدر المواقع التي يجري تصفحها عبر الحاسبات الشخصية. وأشارت الدراسة إلي أن متصفحي الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة أصغر سنا من هؤلاء الذين يتصلون بشبكة المعلومات الدولية عبر الحاسبات. وأوضحت الدراسة أن ربع عدد متصفحي الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما. بينما تمثل تلك الفئة العمرية 16% من الأشخاص الذين يتصلون بشبكة المعلومات الدولية عبر الحاسبات الشخصية.
العرب لا يهتمون بالأفكار الجيدة في نهاية سبتمبر الماضي انتهزت جوجل فرصة الاحتفال بعيد ميلادها العاشر وطرحت مبادرة لتمويل الأفكار المبدعة بهدف المساعدة في تغيير العالم ورصدت لها مبالغ خيالية وحتي الآن تحمس كثير من الشباب والمبدعين في العالم لهذا المبادرة وشارك بعضهم فيها لكن الملاحظ أن العالم لم يهتم بها. باحث يمني انتقد هذا الأمر طبقا لما قاله موقع "في أي بي سوفت". وقال الباحث مروان المريسي: من الغريب ألا تجد مشاركين عربا يهتمون بطرح أفكارهم. بينما توجد اكثر من 300 فكرة تم تسجيلها علي موقع يوتيوب لمشاركين آخرين يهتمون بالبحث عن أفكار لتطوير الحياة. ويفسر المريسي الغياب العربي عن المسابقة بقوله: ثقافة التدوين المرئي لم تنتشر بعد في العالم العربي بالقدر المأمول. وتساءل الباحث اليمني عبر رسالة بالبريد الإلكتروني للعربية نت: أين أولئك الشباب الذين طالما صرخوا بأن لديهم أفكاراً من شأنها أن تغير العالم؟ يبدو أن جوجل ستلقم حجرا لكل المتظاهرين بالإبداع. وتميزهم عن المبدعين الحقيقيين. إننا أمام مرحلة خطيرة من حاضرنا فبعد مايو 2009 سيشار إلي البلدان الخمس التي ينتمي إليها أصحاب الأفكار الفائزة علي أنها بلدان توفر وترعي جو الإبداع العلمي لمواطنيها. فيما تمثل شهادة إدانة لعالمنا العربي. يذكر أنه ينبغي علي أصحاب الأفكار الجديدة أن يقدموا نبذة عنها ويجيبوا عن عدد من الأسئلة منها: إذا تحولت فكرتك إلي حقيقة. فمن سيكون الاكثر استفادة منها. وكيف؟ وسيقوم موظفو جوجل. بمساعدة مجلس استشاري. باختيار 100 فكرة من بين الأفكار المتقدمة للمسابقة. وبين 27 يناير و2فبراير 2009 سيصوت متصفحو الإنترنت لصالح الافكار التي يجدون أنها أفضل من غيرها. ثم ستقوم لجنة حكام بمراجعة الأفكار العشرين الأولي. ثم الإعلان عن الافكار الخمسة الفائزة في منتصف شهر فبراير وسيتم الإعلان عن تمويل الافكار الخمس الفائزة بعشرة ملايين دولار في مايو 2009. أي أن كل فكرة ستحظي بمليوني دولار.
12 مليون مستخدم للإنترنت تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في مصر 12 مليون مشترك أما أن الإنترنت فائق السرعة فقد وصل عددهم إلي 600 الف مشترك. وعدد الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات بلغ 2621 شركة.. ووصل عدد العاملين بالشركة المصرية للاتصالات البرية والقرية الذكية والشركات الخاصة حوالي 167 الف عامل. وعدد نوادي تكنولوجيا المعلومات وصل إلي 1751 ناديا هذا ما قاله تقرير اصدره مركز معلومات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تضمن التقرير تجاوز عدد المشتركين في التليفون المحمول 38 مليونا.. وعدد المشتركين في التليفون الثابت 5.11 مليون.
sharkawy11@gmail.com

ليس دفاعا عن الشيخ القرضاوي

لا يحتاج فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي إلي دفاعي.. ولا إلي دفاع غيري.. فهو أشهر من كل هؤلاء الذين هاجموه علي مدي الأيام الماضية.. وهو الأقدر علي التعامل مع ما يكتب عنه إذا كان قد وصل إليه. فضيلة الشيخ مشغول -بكل تأكيد- بقضايا الإسلام والمسلمين ولا اتصور ان وقته يسمح بأن يرد علي من يحاول الإساءة إليه بما يتصيده كلمة من هنا وأخري من هناك للثرثرة وشغل الأمة بما لا يفيد. لم يعجبني الحديث من جانب بعض زملاء القلم عن حياته الشخصية والزوجية فما قاله الشيخ كان ملتزما لكن بعض الزملاء استخدموا العناوين المثيرة التي جعلتنا أمام شخصية أخري لا تمت إليه بصلة. ويا أيها الزملاء.. دعونا من الخوض في الخصوصيات وتعالوا نناقش قضايانا فهي الأهم.. لقد كان حديث فضيلة الشيخ عن الشيعة هو الذي فتح عليه أبواب الهجوم كثيرون ناقشوه في رأيه واختلفوا معه بكل موضوعية واحترام لكن آخرين ذهبوا إلي حياته الشخصية وراحوا يربطون بين كلام قاله في مناسبات مختلفة وفسروه علي انه السبب في هجومه علي الشيعة لقد ذهبوا بعيدا عن القضية الاساسية.. وبدلا من التزام الموضوعية سطحوا القضية وحولوا الرأي إلي حديث عن تأثير الزوجة الثانية وعودة الشيخ إلي صباه.. وكلام بهذا المعني أبعدنا عن الجدية المطلوبة في مثل هذه القضايا وربما لهذا السبب وغيره عدت إلي قراءة كتاب زميلنا الاستاذ مجاهد خلف "القرضاوي بين الإخوان والسلطان" الذي صدر له في سلسلة كتاب الجمهورية في 447 صفحة من القطع الكبير. وهو في الحقيقة كتاب قيم فيه جهد البحث وصدق التوجه وإخلاص الكاتب الذي يسعي إلي إفادة القارئ. أهدي مجاهد خلف كتابه إلي الشيخ العلامة د.القرضاوي تحية في عيد ميلاده ال ..82 وإلي منهجه الوسطي المستنير وحرصه علي جمع أبناء الأمة علي كلمة سواء وكل داعية يبحث عن طريقه وكل رقيب يخشي الله ويخاف من عذابه. وإذا كان الكتاب كما يقول المؤلف قد تأخر صدوره أكثر من عشر سنوات.. إلا انه جاء في وقته تماما فالشيخ يتعرض الآن لعاصفة كبري من الهجوم بعد ان تحدث عن المد الشيعي في بلادنا.. والشيخ الآن ملء السمع والبصر بأحاديثه وخطبه في مقر إقامته بالدوحة ومن خلال القنوات الفضائية. كان المؤلف قد نشر حوارا علي عدة أجزاء مع فضيلة الشيخ وقت ان كان يعمل في جريدة "الشرق" القطرية وتلقي مكالمات هاتفية من الهند وباكستان كان أصحابها يتابعون حلقات الحوار المنشورة وطالبوا باعادة نشرها في كتاب وكانوا يصرون علي إرسال حوالات بريدية بقيمة النسخة قبل ان تطبع وراح المؤلف يغوص في أكثر من 80 مؤلفا لفضيلة الشيخ تمثل مدرسة الوسطية والاعتدال. يروي مجاهد خلف في كتابه كيف بدأ فضيلة الشيخ مشواره اخوانيا إلي ان أصبح قرضاويا خالصا.. وعلي المستوي العالمي بعد ان حقق نقلة كبيرة وتجاوز انتماءه الحركي وانحاز إلي انتمائه إلي الأمة. وتطرق إلي معاركه مع العلمانية والتيارات الأخري الرافضة للتوجهات الإسلامية. اعترف فضيلة الشيخ بأنه خرج من تنظيم الاخوان المسلمين لانه لا يريد ان يحصر جهوده في جماعة معينة ويريد ان يخدم الأمة بأكملها وعاب علي الاخوان استغراقهم في العمل السياسي وقال ان انتقاده لهم من باب التقويم وهو لا يميل إلي المغالاة ولا يرضي بالتفريط ولا بالتشدد. والقرضاوي نموذج حقيقي وترجمة صادقة علي ارتباط الدين بالسياسة فالسياسية في رأيه ليست منكرا ولا شرا في ذاتها إذا كانت وفق أصول الإسلام وفي إطار أحكامه وقيمه والسياسة المرفوضة هي الميكيافيلية التي تري ان الغاية تبرر الوسيلة ولا تلتزم بالأخلاق ولا تتقيد بقيم ولا تبالي بحلال أو حرام. وقد كان للشيخ القرضاوي فتاوي أحدثت ردود فعل واسعة في مختلف الاوساط وخاصة لدي العلمانيين والمناوئين لكل ما هو إسلامي.. وخاصة الفتاوي المتعلقة بقيام حزب إسلامي أو بالديمقراطية. ورغم عدد الصفحات الكبير للكتاب الذي أحاط بحياة فضيلة الشيخ إلا انه كان يجب ان يحيط بعدد من فتاواه فللشيخ كتب في الفتوي وكان أحري ان يخصص المؤلف فصلا كاملا عن فتاوي الشيخ في أهم قضايانا المعاصرة.
S.M.S - افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان حفلا رائعا لا يقل عما يحدث في المهرجانات الاشهر في العالم. - الفنانة الكبيرة سميرة أحمد كرمها مهرجان القاهرة السينمائي وظهرت علي قناة نايل سينما لتهاجمه. - أفتقد ريشة الفنان الكبير مصطفي حسين هذه الأيام - المدرسون غاضبون.. والأطباء والمحامون والمهندسون والعمال.. من إذن الذين نقول انهم "مرتاحون". - أين اختفت المطربة شيرين وجدي؟!

لماذا هذه القسوة .. يا صاحبة الجلالة؟!

من أين يأتي بعض الزملاء بهذه الكلمات القاسية التي يصفون بها حادثة أو جريمة؟! كيف تطاوعهم قلوبهم وهم يذكرون كلمات صعبة لا يحتملها الناس.. ولماذا لا يفكرون في تأثيرها؟! .. ألا يشعرون بالخجل عندما يكتبون في اليوم التالي كلاماً مناقضاً لما قرأه الناس من قبل في نفس المساحة.. وبنفس الصحيفة؟! هو نقد ذاتي بالفعل.. فقبل أن ألوم الآخرين.. نلوم أنفسنا.. والحديث يدور حول هذه الجرائم الغامضة التي يتطوع بعض زملائنا بالحديث عن وقائع ومعلومات. لم تتأكد صحتها بعد.. وأمامنا تلك الحادثة البشعة التي راحت ضحيتها ابنة فنانة كبيرة هي ليلي غفران. فمنذ اليوم الأول كتبت بعض الصحف عن خمور ومخدرات.. وعلاقات غير شرعية وراء جريمة القتل.. وعلي مدي الأيام الماضية تابعنا كلاما عن زوج.. ومرة أخري يقولون انه مجرد خطيب.. وقرأنا عن فصل الرأس وأخري عن طعنات وتشويه وفي النهاية نكتشف كلاما مختلفاً. وينسي الجميع أن الحديث كله يدور حول فتاتين انتقلتا إلي رحمة الله الذي يتولاهما برحمته التي وسعت كل شيء. ونحن البشر.. لا نملك غير الدعاء بالرحمة علي الضحايا.. والمطالبة بالقصاص من المجرمين. حزنت جداً لهذه الكلمات القاسية التي أفسحت بعض الصحف لها مساحات كبيرة لوصف ما حدث ليلة القتل.. وبعض ما كتب كان من خيال بعض الزملاء للأسف وحزنت أكثر وأنا أقرأ ما نشرته بعض الصحف علي لسان أقرباء للقتيلة بدعوة من يردد هذه القصص إلي أن "يتقي الله فيما يكتب.. لأنه يتناول سيرة فتاة قتلت غدراً وأصبحت في ذمة الله". ومادامت قد أصبحت في ذمة الله.. فلماذا هذا اللغط أليس من حقوق الإنسان.. أن يكون له الاحترام في حياته ومماته.. أليس من الكرامة الإنسانية أن نحترم قدره .. وابتعاده عن الدنيا.. وأن تسير التحقيقات لكشف الغموض ومعاقبة الجاني في الدنيا بعيداً عن هذا الصخب الاعلامي. لماذا نلهث وراء الخوض في أعراض البشر.. ولا نراعي حرمة الموت.. ولا احترام الأسرة التي تنتمي إليها هذه الضحية: "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم" كلنا سوف نموت بطريقة أو بأخري.. ولا أحد يعرف متي يموت.. ولا بأي أرض سوف يموت.. لقد كنت دائما ضد فرض حظر علي النشر علي أي قضية إلا في إطار حماية العدل والحق والحرية.. وكنت أدعو دائما إلي الشفافية وفتح النوافذ لكشف الفساد والمفسدين.. لكن يبدو أننا في هذا الزمن الذي يتميز بثورة غير مسبوقة في الاتصالات والمعلومات.. صرنا ضحية المعرفة.. نريدها بأي ثمن.. وبأي شكل.. ونسينا أن الإنسان في النهاية مشاعر يجب احترامها.. وكرامة تجب صيانتها.. إن كل الجرائم التي فيها مساس بالأعراض يجب أن نتأني في الحديث عنها. لا ألوم فقط الصحفيين الذين يتسابقون في النشر باستخدام شائعات أو إضافة معلومات غير وثيقة.. ولكني أيضا ألوم بعض رجال المباحث الذين يسربون بعض الجمل والعبارات التي تدفع الصحفيين إلي إبرازها كعناوين مثيرة. ألوم كل من يتصور أن الحديث المثير عن ضحية.. لن يؤثر علي أقاربها سواء داخل أسرتها أو حتي داخل مجتمعها. لقد نشرت قناة فضائية صورة القتيلة ملقاة علي الأرض والدماء حولها.. ولا أعرف من أين حصلت علي هذه الصورة.. كما نشرت صحف صورا بشعة لضحايا في جرائم سابقة. لمصلحة من يتم تشويه الناس بعد موتهم.. لقد قرأت علي الموقع الالكتروني لصحيفة الشرق الأوسط ما قالته الداعية الإسلامية مني صلاح التي قامت بتغسيل ابنة الفنانة ليلي غفران وهزتني كلماتها.. قالت إن الضحية كانت مبتسمة وكان وجهها أبيض والإصابة كلها عبارة عن طعنات في منطقة البطن والصدر. ولم تكن بها جروح في الرقبة.. وما تردد عن إصابة المغدورة بستين طعنة وانها نحرت من الخلف عار تماما من الصحة.. وما هو إلا مبالغات لا أعلم الهدف منها. ويا سيدتي.. أنا أيضا لا أعرف الهدف من هذه المبالغات.. ويالها من قسوة تلك التي يكتب بها بعض زملائنا!! .. ويا صاحبة الجلالة الصحافة.. من أين تأتي كل هذه القسوة؟! S.M.S * عدد مستخدمي الانترنت بلغ 12 مليونا .. قبل شهرين كان أقل من 11 مليونا .. تقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يؤكد بذلك أن الناس في بلادنا يتطورون بسرعة كبيرة. * نصف من لديهم تليفون محمول يحتفظون عليه بصور وفيديوهات خاصة جدا.. يمكن أن تشكل "جرائم"!! * أغنية دوللي شاهين "أنا جيت" لا معني لها إلا تلك الايحاءات التي قدمها مصور الكليب.. ليترجم ما أراده المؤلف.. الثلاثة عليهم غضب الله. * عيد الأضحي علي الأبواب.. كل عام وأنتم بخير.. مرتباتكم لن تكفيكم إلي نهاية الشهر.. كالعادة!!
5-12-2008